البيئة و الإنسان عبر العصور

التغير البيئي قديم قدم الوجود البشري إلا أن إدراك البشر أنهم مسؤولون عن جانب كبير و متزايد منه أحدث من ذلك عهدا. و أحدث عهدا من هذا و ذاك القلق من أن بعض عناصر ذاك التغير قد تكون مفنية لكثير من الأنواع، ربما منها النوع البشري. من جهة أخرى يبين لنا المؤلف أن فكرة وجود بيئة "طبيعة" لم تمسسها يد البشر إنما هي فكرة أسطورية إلى حد بعيد.
أدى الوعي بمسؤولية البشر عما يطرأ على الطبيعة من تغيرات إلى تركيز الدارسين و الباحثين على طيف من الميادين العلمية و الإنسانية مما أسفر عن حصيلة وافرة من الكتابات في تخصصات عدة. يعرض المؤلف في هذا الكتاب مدخلا إلى الميدان في مجموعه و إلى التاريخ الطويل للتفاعل المتبادل بين الطبيعة و الثقافة الإنسانية.
يوضح المؤلف المفاهيم و النهوج التي تأخذ بها مختلف التخصصات و يبين كيف يرتبط كل منها بالآخر و يتوقف عليه، و يصف كيف تتشكل على مر الزمن العلاقات بين الثقافات الإنسانية و البيئة المحيطة بها، و كيف تتباين درجات الحدة التي يحدث بها التغير، و يختتم بالنظر في ضروب المعرفة البيئية و فحص مختلف المنظورات التي يمكن استخلاصها من عدّ الثقافة أمرا خارجا عن الطبيعة، أو عدّ البشر جزءا من الطبيعة.